سورة طه - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (طه)


        


قوله عز وجل {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً} فيه قولان:
أحدهما: أنه يجعلها كالرمل ثم يرسل عليها الرياح فتفرقها كما يذري الطعام.
الثاني: تصير كالهباء.
{فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً} في القاع ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه الموضع المستوي الذي لا نبات فيه، قاله ابن عباس، ومجاهد، وابن زيد.
الثاني: الأرض الملساء.
الثالث: مستنقع الماء، قاله الفراء.
وفي الصفصف وجهان: أحدهما: أنه ما لا نبات فيه، قاله الكلبي.
الثاني: أنه المكان المستوي، كأنه قال على صف واحد في استوائه، قاله مجاهد.
{لاَّ تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلآَ أَمْتاً} فيه خمسة أقاويل:
أحدها: عوجاً يعني وادياً، ولا أمتاً يعني ربابية، قاله ابن عباس.
الثاني: عوجاً يعني صدعاً، ولا أمتاً يعني أكمة، قاله الحسن.
الثالث: عوجاً يعني ميلاً. ولا أمتاً يعني أثراً، وهو مروي عن ابن عباس.
الرابع: الأمت الجذب والانثناء، ومنه قول الشاعر:
ما في انطلاق سيره من أمت *** قاله قتادة.
الخامس: الأمت أن يغلظ مكان في الفضاء أو الجبل، ويدق في مكان، حكاه الصولي، فيكون الأمت من الصعود والارتفاع.
قوله تعالى: {وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمنِ} قال ابن عباس: أي خضعت بالسكون، قال الشاعر:
لما آتى خبر الزبير تصدعت *** سور المدينة والجبال الخشع
{إلاَّ هَمْساً} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه الصوت الخفي، قاله مجاهد.
الثاني: تحريك الشفة واللسان، وقرأ أُبيّ: فلا ينطقون إلا همساً.
الثالث: نقل الأقدام، قال ابن زيد، قال الراجز:
وهن يمشين بنا هَمِيسا *** يعني أصوات أخفاف الإِبل في سيرها.


قوله عز وجل: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} فيه خسمة أوجه:
أحدها: أي ذلت، قاله ابن عباس.
الثاني: خشعت، قاله مجاهد، والفرق بين الذل والخشوع- وإن تقارب معناهما- هو أنّ الذل أن يكون ذليل النفس، والخشوع: أن يتذلل لذي طاعة. قال أمية بن الصلت:
وعنا له وجهي وخلقي كله *** في الساجدين لوجهه مشكورا
الثالث: عملت، قاله الكلبي.
الرابع: استسلمت، قاله عطية العوفي.
الخامس: أنه وضع الجبهة والأنف على الأرض في السجود، قاله طلق بن حبيب.
{الْقَيُّومِ} فيها ثلاثة تأويلات:
أحدها: أنه القائم على كل نفس بما كسبت، قاله الحسن.
الثاني: القائم بتدبير الخلق.
الثالث: الدائم الذي لا يزول ولا يبيد.
{وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً} يعني شركاً.
قوله تعالى: {فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً} فيه وجهان:
أحدهما: فلا يخاف الظلم بالزيادة في سيئاته، ولا هضماً بالنقصان من حسناته، قاله ابن عباس، والحسن، وقتادة.
الثاني: لا يخاف ظلماً بأن لا يجزى بعمله، ولا هضماً بالانتقاص من حقه، قاله ابن زيد، والفرق بين الظلم والهضم أن الظلم المنع من الحق كله، [والهضم] المنع من بعضه، والهضم ظلم وإن افترقا من وجه، قال المتوكل الليثي:
إن الأذلة واللئام لمعشر *** مولاهم المتهضم المظلوم


قوله تعالى: {أوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: حذراً، قاله قتادة.
الثاني: شرفاً لإِيمانهم، قاله الضحاك.
الثالث: ذِكراً يعتبرون به.
قوله تعالى: {وَلاَ تَعْجَل بِالْقُرءَانِ} الآية. فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: لا تسأل إنزاله قبل أن يقضى، أي يأتيك وحيه.
الثاني: لا تلقه إلى الناس قبل أن يأتيك بيان تأويله، قاله عطية.
الثالث: لا تعجل بتلاوته قبل أن يفرغ جبريل من إبلاغه، لأنه كان يعجل بتلاوته قبل أن يفرغ جبريل من إبلاغه خوف نسيانه، قاله الكلبي.
{وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} يحتمل أربعة أوجه:
أحدها: زدني أدباً في دينك، لأن ما يحتاج إليه من علم دينه لنفسه أو لأمته لا يجوز أن يؤخره الله عنده حتى يلتمسه منه.
الثاني: زدني صبراً على طاعتك وجهاد أعدائك، لأن الصبر يسهل بوجود العلم.
الثالث: زدني علماً بقصص أنبيائك ومنازل أوليائك.
الرابع: زدني علماً بحال أمتي وما تكون عليه من بعدي.
ووجدت للكلبي جواباً.
الخامس: معناه: {وَقُل رَّبِّ زَدِنِي عِلْماً} لأنه كلما ازداد من نزول القرآن عليه ازداد علماً به.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10